الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث عاجل- اغتال الشهيد عبد العاطي عبد الكبير: تفاصيل مقتل أخطر ارهابي في بن قردان وعلاقته بمنيطة

نشر في  21 مارس 2016  (12:32)

إنتهت صباح اليوم عملية "الصياح" بمدينة بن قردان بمقتل الإرهابي الخطير جدا محمد الكردي المكنى بأمير المهندسين لخبرته في صناعة القنابل والمتفجرات وقوته في التخطيط والتنفيذ وفق ما علمه موقع "الجمهورية". وكانت العملية الصياح قد إنطلقت عشية أمس الأحد بعد مواجهات عنيفة بالسلاح بين تشكيلات أمنية وعسكرية مختصة والإرهابي الكردي مستعملة القذائف بعد إخلاء المنازل القريبة من مكان العملية.

من هو الإرهابي محمد الكردي؟

ولد محمد الكردي ببن قردان من ولاية مدنين يوم 26 أفريل 1976 وهو أب لطفلين أحدهما تلميذ بالمدرسة الإبتدائية. وعرف الكردي منذ صغره بالتشرد والصعلكة وقد كان مشهورا ببيع الخمر وترويج المخدرات رفقة شقيقه، إضافة إلى بطشه رغم انه لم يسجن ولو مرة إستنادا لشهادات مختلفة.

غادر الإرهابي محمد الكردي بن قردان في 22 فيفري 2014 وإلتحق بتنظيم داعش الإرهابي بسوريا ليتولى مهمة صنع المتفجرات والتفخيخ، وقد لقب بأمير المهندسين لنجاحه في عمليات صناعة القنابل وقد ساعده تكوينه في مجال الكهرباء في تونس كثيرا في مهامه.

هل أسقط صراع الزعامة مخطط الكردي؟

علمنا اثناء بحثنا عن هوية محمد الكردي أن المخطط الإرهابي الذي إستهدف مدينة بن قردان فجر الإثنين 7 مارس قد يكون أحبط في دقائق قليلة من الشروع في تنفيذه بالنظر لردة الفعل الأمنية السريعة ولعدم إتفاق الكردي ومفتاح منيطة على قيادة الإمارة المزعومة ببن قردان.

 هذا وقد وصفنا الهجوم بالفاشل رغم سقوط 18 شهيدا من أمنيين وعسكريين ومدنين وإصابة 13 آخرين على الأقل لأن الهجوم الإرهابي لم ينجح في السيطرة على مراكز السيادة بالمدينة.

إذ تفيد المعطيات المتوفرة أن الكردي فرض على مفتاح منيطة -مفتاح منيطة من أنصار بن لادن وحامل أفكار القاعدة وقد حكم عليه في تونس بالسجن المؤبد بعد سنوات قضاها في سجن غوانتانامو ليفرج عنه في الثورة في 2011 وليتمتع بالعفو التشريعي العام- أن يكون أميرا وتمكين مرافقه من مهام أخرى ستحدد بعد السيطرة على المدينة، هذا الإختلاف دفع بمنيطة إلى التخلي عن الكردي وعدم تمكينه من المعدات الحربية المتفق عليها منذ إجتماع صبراطة بعد قصفها من طرف الجيش الأميريكي، وهو ما أفسد عملية الهجوم على المدينة.

فشل مخطط الكردي لم يثنه عن الإنتقام والتوجه نحو منزل الشهيد عبد العاطي عبد الكبير رئيس فرقة مكافحة الإرهاب بالأمن الوطني بببن قردان رفقة 4 عناصر أخرى وقد نجح الشهيد في قتل عنصر منهم وإصابة آخر قبل أن يستشهد برصاصة غادرة لحظة تغيير مخزن سلاحه.

إنتهى مشوار الكردي الإرهابي بمقتله في عقر داره بالصياح من طرف تشكيلات أمنية وعسكرية كما خلفت هذه العملية 11 مصابا بين أمنيين وعسكريين ومواطن وصفت جروحهم بالخفيفة إلا أن فلول الإرهاب مازالت متحصنة بالفرار في أحواز مدينة بن قردان فارة بعد أن قضت الوحدات الأمنية والعسكرية على أخطر العناصر المختصة في التخطيط والتنفيذ.

نعيمة خليصة